Friday 11 January 2008

الوحدة


عجوز في الستين من عمرها .. ترتدي ملابس بسيطة

.. بيدها عكاز أصبح يشاركها الحياة منذ فترة ليست ببعيدة
أراها يوميا تتخذ من المقعد المقابل لمنزلي ملاذا لها ..

تلجأ إليه من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الحادية عشر

!.. يوميا بلا انقطاع

كثيرا ما كنت أشاهدها أو أراقبها من خلف نافذتي الزجاجية طالما كانت الفرصة متاحة
تجلس وحدها في صمت .. على نفس الكرسي .. مرحبة بضيفها الجديد العكاز ..

لغة حوار متبادلة فيما بين تلك العجوز والكرسي والعكاز .. لا .. ليس بمجرد حوار صامت .. انه حوار ملئ بكثير من المشاعر .. ربما الشئ الذي يتشاركونه جميعا .. الوحدة
يوميا بلا انقطاع .. حتى في الأعياد وأيام الجمع .. أشاهدها وحيدة .. تجلس في صمت .. تتأمل الناس في صمت

.. تهز رجليها يمنة ويسارا في صمت

كم من مرات مررت بجانبها .. وكم من مرات دفعني فضولي لأتحدث معها .. ولكن عن ماذا

أأسألها لماذا اختارتك الوحدة؟؟!! يالغبائي
يوميا بلا انقطاع .. إحساس بأن لغة ما قد نشأت بيننا يتزايد بداخلي

نعم وان كانت لا تراني وان كنت لا اعرفها .. فهي لغة خاصة بنا
كثيرا ما تساءلت .. أينتهي بي الحال كالعجوز .. فأتخذ من الكرسي رفيقا لشيخوختي
تساءلت .. ولكن تركت الإجابة للزمن ..
عله يكون رحيما بي .


N.B

اعتذار حار لاصدقائي المدونين عن متابعة تدويناتهم وأخبارهم

نظرا لظروف الامتحانات .. أسألكم الدعاء